عملت السيدة " فوزية " كإطار فعّال في برنامج التنظيم العائلي الذي أطلقته الدولة. لم تدخر جهدا في تفعيل مقتضياته في المدن و القرى المترامية . و كان اتصالها الدائم بالأسر المعوزة فرصة لها لتغيير الكثير من الأحكام المسبقة الخاطئة ، التي آمنت بها إلى درجة التسليم . كانت ربّات هذه الأسر تعطيها دروسا لم تتعلمها في مدّرجات الجامعة. و تمتعت السيدة فوزية بثقافة الإنصات للآخر زمن الهذر.
هذا الصباح وأمام مقر العمل ، أوقفت سيارتها ، و قبل نزولها رأت يد متسولة حامل في مقتبل العمر تمتد إليها ، وقد أطل أبناؤها الثلاثة من نافذة الباب الخلفي. حافظت السيدة على توازنها، و استخرجت من حقيبتها صدقة و دسّتها في بطن اليد الممدودة.
بسطت المتسولة الصدقة في كفها و نظرت إليها مليّا ، و انصرفت مع أبنائها و لم تلتفت .هل تعلم ماذا كانت هذه الصدقة ؟
كانت صفيحة حبوب منع الحمل